في هذه التدوينة لست بصدد الحديث عن الحرية كطالبٍ أو معارضِ لها، أو متحدثٍ عن مفهومها وضوابطها.. هذه التدوينة مجرد خاطرة عابرة ترى "الحرية" برؤية مختلفة.. بدأت بتسأول: هل سنصبح سعداء لأننا أحرار في فعل ما نشاء؟ هل نحن أحرار بشكلٍ مطلق؟.. كيف نطلق على إنسان.. إنه إنسان حُر في المقام الأول؟
أرى إن الإنسان الحُر هو الذي يملك الحرية الكاملة في اتخاذ خيار من عدة خيارات.. الحرية مرتبطة تماماً بالخيارات التي توفرها لنا الحياة.. بداية من الإعتقاد في أن يتخذ الإنسان له ديناً من الخيارات المتوفرة.. الإسلام، النصرانية،...،الإلحاد.. وانتهاءً بصغائر الحياة.. كأنماط الأزياء.. الإنسان في ارتداء زيه محصور في الخيارات –وإن كثرت- التي توفرها له مصانع الأزياء.
لذا أرى إننا دوماً "مقيدي"(1) الحرية في "الخيارات" المتوفرة لدينا.. والمطالبة بالحرية هي في الحقيقة مطالبة بأن يملك الإنسان "حق الاختيار الكامل" من هذه الخيارات المتوفرة. ولكن هل دوماً هذه الخيارات كافية؟ هل مجرد اختيارنا سيحقق لنا ما نرجوه من سعادةٍ وطموح؟ ربما قد تكون هذه الخيارات المتوفرة مرضية للبعض.. ولكن للبعض الآخر قد لا يجد ما يرجوه فيما توفر. ما الحل؟ ربما " التكيف" مع أحد الخيارات المتوفرة.. فالحياة لا يجب أن تكون دوماً سعيدة ومرضية؟ وربما الحل الآخر هو.. إضافة خيار أخر إلى هذه الحياة، هذه الإضافة هي في الحقيقة من توسع هامش الحرية درجة أخرى.
هؤلاء المبتكرون.. في شتى مجالاتهم.. الذين يضيفون دائماً خيارات جديدة إلى الحياة. هم من يستحقون فعلاً لقب: رُواد الحرية J
(1) هناك أمور عدة تقيد الحريات، هذه الخاطرة ليست معنية بمناقشة هذه القيود.