الأربعاء، 9 يونيو 2010

يشيخُ الجسد.. وتبقى الروح..

في صباحٍ باكر.. كنت واقفاً عند إحدى إشارات المرور.. لتشد انتباهي تلك المرأة التي يبدو أنها تجاوزت الستين من عمرها.. كانت بداخل عربتها، تضع سماعة الأذنين.. وتتمايل طرباً مع ألحانٍ تنسالُ إلى دواخلها.. ابتسمت لهذا المشهد.. وتذكرت أحوال عدد من كبار السن الذين أثقلتهم الهموم.. ومضت الحياة وتناستهم.. في حُجرة ظلماء.. يُقبل إليهم الناس في حينٍ بقبلة باردة على الرأس.. وأحاديث لا معنى لها.. يملؤا جزءاً من هذا الفراغ.. ويتركوا الحيز الأكبر لتلك الروح الممتلئة بالذكريات لتتصارع مع بقايا الزمن.

لا أعلم لماذا نفقد "روح الحياة" مع مرور الزمن؟ هل هي تلك الأحداث المريرة.. والذكريات العديدة.. لمشهدٍ مؤسف رأيناه، أو قصة مؤلمة سمعناها.. أم هي ذكرى هؤلاء الأحباب الذين ذهبوا.. وتركونا أغراب مع هذا الجيل الجديد؟ بأفكاره المختلفة ، ونمط حياته المتسارع؟ أم هي شهرة ذهبت؟ ومنصب فُقد؟ وحياة صاخبة أصابها السكون.. ربما هي مجرد لحظات الانتظار القاتلة للموعد المحتوم؟

أينما وجدت الأسباب.. فهو في نهاية الأمر "قرار" للإنسان حق اختياره.. قرار الحياة.. يتطلب تحقيقه جهداً وتهيئة نفسية عالية.. إلى غاية سامية لا تنتهي.. تملأ حياته صخباً وروحاً وحياةً.. سنبقى صغاراً في حضن هذه الدنيا.. لا نتكابر عليها فنكبر لنموت.. لنتعلم من دروسها.. ونتراقص مع أمواجها.. لنعش في مراحلها.. بُمتعها.. وأحداثها.. وظروفها.. ومتى حانت اللحظة.. فنحن قد قدمنا ما يمكن تقديمه.. وعُشنا ما يمكن عيشه.. واستمتعنا فيما يمكن استمتاعه.. فقط لنتخذ ذلك القرار.. J

هناك 4 تعليقات:

  1. Mshallh 3leek Eyad
    Aren't we all wondring :') ? but n the end , how really care !
    Really creative writing u have there ..
    got us all wondring
    LY and Keep it up as always ;**

    ردحذف
  2. جميل جميل..

    لذلك يقولون أن هناك طفلاً صغيراً بداخل كل شخص منا مهما كبر عمره،،

    انجووووي

    ردحذف
  3. إنها الذكريات ! التي لا أحد يعيرها اهتمام كما يفعل هؤلاء الكبار!

    مقال شاعريّ للغاية :)

    ردحذف
  4. شكراً لكم أيها الأحبة على مروركم اللطيف.. :)

    ردحذف